"الصومال في مواجهة الإرهاب: معركة الصمود التي يخوضها جيش لا يعرف الانكسار"
الصومال في مواجهة الإرهاب: معركة الصمود التي يخوضها جيش لا يعرف الانكسار
في قلب معركة البقاء، وفي وجه رياح الإرهاب التي تحاول اقتلاع استقرار البلاد، يقف الجيش الوطني الصومالي شامخًا، حاملاً راية الوطن، ومدافعًا عن كل شبر من أرضه، في معركة مفتوحة ضد تنظيم إرهابي لا يعرف إلا لغة الدم والدمار.
الهجوم الأخير بقذائف الهاون على مطار "آدم عدي" الدولي في مقديشو، أحد أكثر المنشآت الحيوية حراسة في البلاد، أعاد تذكير الجميع بحقيقة الخطر المحدق. فبينما لم تسجل خسائر بشرية وفق المعلومات الأولية، فإن الرسالة كانت واضحة: حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة لا تزال تتربص بالمدن والمنشآت، وتراهن على الفوضى كأداة للعودة.
لكن ما لا تراهن عليه هذه الحركة، هو إرادة الجيش الصومالي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه الجدار الصلب في وجه الانهيار. ففي الوقت الذي استهدفت فيه الميليشيات مطار العاصمة، كانت القوات الأمنية تنفذ عملية نوعية في إقليم هيران بوسط البلاد، تسفر عن تدمير أوكار لعناصر متطرفة وتفكيك شبكات لوجستية تديرها الحركة في الخفاء.
لم تعد حركة الشباب مجرد تهديد محلي، بل مشروع تخريبي دولي، يستغل هشاشة الأمن، ويستهدف الحكومات والبنى التحتية، والمؤسسات الإنسانية على حد سواء. ومع ذلك، لا تزال هناك أصوات تتجاهل أهمية دعم الجيش الصومالي الذي يخوض هذه الحرب نيابة عن شعبه وعن المنطقة بأسرها.
إن المرحلة الراهنة تتطلب ما هو أكثر من بيانات الشجب، تتطلب تحركًا شعبيًا ودوليًا جادًا لدعم الجيش ماديًا ومعنويًا. المطلوب اليوم هو حشد الطاقات خلف هذا الجيش، وتسخير الإعلام، والتعليم، والمؤسسات الدينية، من أجل تجفيف منابع التطرف، ورد الاعتبار لجنود يبذلون أرواحهم في سبيل أمننا جميعًا.
جيشنا لا يحارب وحده، لكنه يحتاج أن يشعر أن الأمة خلفه. فلا نصر بلا تضحيات، ولا أمن بلا جهد مستمر، ولا مستقبل بلا جيش محترف وقوي، يحمي الدستور، ويردع المعتدين.
في الصومال، المعركة لم تنتهِ، لكنها تتقدم بثقة… والجيش الوطني هو عنوان هذه الثقة، ورمزها الأول.

ليست هناك تعليقات