"معركة آدم يبال: الجيش الصومالي يستعيد زمام المبادرة ضد الإرهاب في قلب شبيلي الوسطى"

 "معركة آدم يبال: الجيش الصومالي يستعيد زمام المبادرة ضد الإرهاب في قلب شبيلي الوسطى"

في تطور ميداني لافت ضمن الحرب المفتوحة ضد الإرهاب، تستعد القوات المسلحة الصومالية، مدعومة بالمليشيات المحلية، لشنّ عملية عسكرية واسعة لتحرير بلدة "آدم يبال" الاستراتيجية الواقعة في إقليم شبيلي الوسطى، والتي استولت عليها حركة الشباب في هجمتها الأخيرة.

التقارير الواردة من إقليم هيران تشير إلى تعبئة واسعة واستعدادات ميدانية تجري على قدم وساق، بقيادة مباشرة من مدير وكالة المخابرات والأمن الوطني، عبد الله سنبلوشي، وقائد القوات البرية، الجنرال سهل عبد الله عمر. هذا التنسيق العسكري والأمني المكثف يعكس إدراكًا واضحًا لأهمية استعادة زمام المبادرة في هذه المرحلة الحساسة.

بلدة "آدم يبال" ليست مجرد موقع جغرافي، بل عقدة استراتيجية تُشكل بوابة نحو بسط السيطرة الأمنية على باقي مناطق شبيلي الوسطى، وتضييق الخناق على تحركات مقاتلي حركة الشباب، الذين يستغلون التضاريس والطبيعة القبلية لتحقيق مكاسب ميدانية مفاجئة.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الصومالي، أحمد معلم فقي، أن جميع مناطق شبيلي الوسطى سيتم تحريرها في أقرب وقت، في رسالة قوية تؤكد التزام الحكومة الصومالية بتصفية بؤر الإرهاب واستعادة الاستقرار. ويأتي هذا التصريح في وقت يتطلب فيه تعزيز الثقة الشعبية في الدولة، ودعم معنوي مطلق للجيش الذي يواجه تنظيمًا مسلحًا يستخدم أساليب حرب العصابات وزرع الخوف لتمزيق النسيج الوطني.

إن خطر حركة الشباب لا يقتصر على استهداف المواقع العسكرية، بل يمتد إلى زرع بذور الفوضى، وتدمير مؤسسات الدولة، وتعطيل التنمية، وتهديد الأمن الإقليمي في القرن الأفريقي. ولذلك، فإن عملية تحرير "آدم يبال" تحمل بُعدًا رمزيًا وعمليًا في آنٍ واحد: فهي إعلان واضح أن الصومال لن يستسلم، وأن زمن التراجع أمام الإرهاب قد ولّى.

في هذه اللحظات المفصلية، يبرز دور المواطنين الصوماليين في دعم جيشهم، سواء عبر التكاتف المجتمعي، أو عبر رفع المعنويات، أو حتى عبر المساهمة بالمعلومات والدعم اللوجستي. النصر لا يصنعه السلاح وحده، بل تصنعه الروح الوطنية عندما تتّحد خلف هدف مشترك.

ختامًا، فإن نجاح هذه المعركة سيُشكّل محطة فاصلة في مسار استعادة الدولة الصومالية لعافيتها وسيادتها. وكل خطوة تُحرر من قبضة الإرهاب، هي خطوة نحو سلام دائم وتنمية مستدامة.