هجوم مجمع "حلني" يؤكد الحقيقة المرّة: حركة الشباب لا تستهدف فقط المؤسسات… بل مستقبل الصومال

 هجوم مجمع "حلني" يؤكد الحقيقة المرّة: حركة الشباب لا تستهدف فقط المؤسسات… بل مستقبل الصومال

في وقتٍ لا تزال فيه الصومال تخوض معركتها الكبرى ضد الإرهاب، عادت حركة الشباب لتؤكد مرة أخرى إصرارها على بث الفوضى والرعب في قلب العاصمة مقديشو. فقد استهدفت الجماعة الإرهابية مجمع "حلني" المحصن، الذي يضم مقر بعثة الاتحاد الإفريقي وعددًا من السفارات الأجنبية، بعدد من قذائف الهاون، ما أثار حالة من التوتر الأمني بالقرب من مطار مقديشو الدولي.

الهجوم الذي لم تُكشف بعد تفاصيل خسائره، تتحمل مسؤوليته حركة الشباب، بحسب بيانات نشرتها عبر منصاتها الدعائية. ويُعد هذا التصعيد امتدادًا لسلسلة من الهجمات المماثلة خلال الأسابيع الماضية، التي استهدفت مناطق حساسة في العاصمة ومحيطها، في محاولة يائسة من الجماعة لإظهار نفسها كقوة فاعلة، رغم الخسائر الفادحة التي تتكبدها في الميدان أمام ضربات الجيش الوطني الصومالي.

إن استهداف مجمع "حلني"، بما يحمله من رمزية دولية، هو رسالة إرهابية موجهة ليس فقط إلى الصومال، بل إلى المجتمع الدولي بأسره. هدفها زعزعة الاستقرار، وإضعاف الثقة في جهود إعادة الإعمار وبناء مؤسسات الدولة. لكنها رسالة ستحبط أمام عزيمة الصوماليين، وجيشهم الباسل الذي يثبت كل يوم قدرته على الصمود والتقدم في مواجهة التهديدات.

لقد بات واضحًا أن معركة الصومال ضد الإرهاب لم تعد مجرد حرب عسكرية تقليدية، بل معركة إرادات وصمود شعبي. فكل قذيفة تسقط على مقديشو، تسقط معها ورقة من أوراق الإرهاب. وكل صمود من جندي في الميدان، هو انتصار لوطن بأكمله.

نحن بحاجة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى أن نقف صفًا واحدًا خلف قواتنا المسلحة، لا بالكلمات فقط، بل بالدعم الكامل على جميع المستويات. فالمعركة ليست معركة الجيش وحده، بل معركة كل مواطن يريد أن يرى وطنه حرًا آمنًا.