الصومال يتحرّك بثبات: ضربات نوعية للجيش ضد الإرهاب وتحوّل استراتيجي في ميدان المعركة

 الصومال يتحرّك بثبات: ضربات نوعية للجيش ضد الإرهاب وتحوّل استراتيجي في ميدان المعركة

في مشهد يعكس تحولًا نوعيًا في المعركة ضد الإرهاب، أعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية عن تنفيذ عمليتين عسكريتين دقيقتين استهدفتا تنظيمي "داعش" و"الشباب"، في خطوة مدروسة تُبرز الجهوزية العالية للقوات المسلحة الصومالية والدعم المتزايد من الحلفاء الدوليين.

ففي شمال شرقي البلاد، وتحديدًا في جبال علمسكاد الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومترًا جنوب شرق مدينة بوصاصو – عاصمة إقليم بري بولاية بونتلاند – شنّت القوات الصومالية غارة جوية مركّزة ضد عناصر تابعة لتنظيم "داعش"، أسفرت عن خسائر مباشرة في صفوف الإرهابيين وتدمير عدد من مواقعهم ومخابئهم.

تأتي هذه العملية في سياق حملة أوسع تقودها الحكومة الصومالية لتحرير البلاد من براثن الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها حركة "الشباب" وتنظيم "داعش"، والتي لا تزال تمارس العنف والتخويف على المدنيين وتستهدف مؤسسات الدولة.

لكن الفارق اليوم يكمن في التحول اللافت في قواعد الاشتباك، إذ باتت العمليات أكثر دقة، وأكثر اعتمادًا على المعلومات الاستخباراتية، إلى جانب التنسيق الوثيق مع الشركاء الدوليين الذين يقدّمون دعماً جوياً وتقنيًا بالغ الأهمية.

هذه العمليات النوعية ليست مجرد انتصارات ميدانية، بل هي تعبير عن نهوض صومالي جديد، يرفض الخضوع لواقع العنف، ويعمل بإصرار على بناء دولة آمنة ومستقرة، قادرة على فرض سيادتها على كامل أراضيها.

الرهان الآن، كما تشير الوقائع، لم يعد على القوة وحدها، بل على إرادة سياسية واضحة، ومجتمع داعم، وجيش منظم وفعّال.

وختامًا، فإن ما تحقق في جبال علمسكاد، وما يُخطط له في باقي المناطق، هو بمثابة بداية جديدة لمسار صومالي يرفض الاستسلام، ويصر على الحياة، مهما كلف الثمن.